نصّ الجواب:
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته، أمّا بعد:
فقد ذكر العلماء أنّ ( في مسائل التّفضيل ينبغي التّفصيل )، و( باختلاف الاعتبارات تزول المشكلات ).
ومن الأمثلة على ذلك: لو سألك سائل: من أوّل من أسلم ؟
فقل: أوّل من أسلم من الرّجال أبو بكر، ومن النّساء خديجة، ومن الشّباب عليّ، ومن الموالي زيد بن حارثة، ومن أهل الكتاب: ورقة بن نوفل، وبهذا تكون قد فضّلتهم جميعا باعتبارات مختلفة رضي الله عنهم.
قال ابن القيّم رحمه الله في " بدائع الفوائد " (3/683):
" وإذا ثبتت وجوه التفضيل وموارد الفضل وأسبابه صار الكلام بعلم وعدل، وأكثر النّاس إذا تكلّم في التفضيل لم يفصّل جهات الفضل ولم يوازن بينهما فيبخس الحقّ ..." اهـ.
فكذلك الأمر في النّصوص الّتي جاءت تبيّن فضل بعض الأيّام، فيقال:
أفضل الأيّام بالنّظر إلى النّهار: أيّام العشر الأول من ذي الحجّة.
وأفضل اللّيالي: العشر الأواخر من شهر رمضان.
وأفضل الأيّام في السنّة: يوم النّحر.
وأفضل الأيّام في الأسبوع: يوم الجمعة.
وأفضل العشيّ: عشيّة يوم عرفة. وهكذا.
وتأمّل تتمّة كلام ابن القيّم رحمه الله ناقلا عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" ومنها أنّه سئل عن عشر ذي الحجة والعشر الأواخر من رمضان، أيّهما أفضل ؟
فقال: أيّام عشر ذي الحجة أفضل من أيّام العشر من رمضان، واللّيالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة.
وإذا تأمل الفاضل اللّبيب هذا الجواب وجده شافيا كافيا ... فمن أجاب بغير هذا التفصيل لم يمكنه أن يدلي بحجة صحيحة.
ومنها أنّه سئل عن ليلة القدر وليلة الإسراء بالنبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أيّهما أفضل ؟ فأجاب بأنّ ليلة الإسراء أفضل في حقّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وليلة القدر أفضل بالنّسبة إلى الأمّة " انتهى كلامه رحمه الله.
والله تعالى أعلم.